الذهب الملك الأصفر" يزاحم "الأخضر" على عرش الاقتصاد

الملك الأصفر" يزاحم "الأخضر" على عرش الاقتصاد

2009-11-26


الدول تسعى للتخلي عن الدولار لصالح عملة أخرى , وهاهو شهر مرّ على استقرار تجاوز سعر أونصة الذهب الألف دولار أميركي. في 23 تشرين الأول حطّ الذهب رحاله على 1069 دولارا، وقتهابدأت التساؤلات عن سبب تزايد سعره وانعكاسه على اقتصادات الدول، وتوقع دوتشيه بنك في ذلك الوقت أن يحافظ الذهب على الـ

اما اليوم وقد بيّنت الوقائع صحة التنبؤات، لم يعد أمام الذهب الكثير ليصل الى 0021 الـ دولار اذ قفز أمس الى مستوى قياسي عند 1180 دولارا في أوروبا، أما السبب فجاﺀ هذه المرة اضافة الى الأسباب المذكورة أعلاه الى اقــدام بعض الــدول مثل الهند وسريلنكا على شراﺀ الذهب للتحوّط من أية مخاطر قد تواجهها في ظلّ فقدان المناعة العالمية بسبب الأزمة المالية التي بدأت في أيلول 2008 والتي تجاوز بدﺀ الأزمة المالية العام.

فالتغييرات في مــوازيــن الــدول لمحاربة الأزمــة التي لا تــزال تتخبط الاقتصاديات العالمية تحت عبئها بـــدأت تنقشع عبر تــوجــه عــدد من الــدول الــى شــراﺀ الــذهــب، والابتعاد عن الــدولار الــذي حــلّ ضعيفاً خلال العام 2009 بسبب نقص السيولة.

فالولايات المتحدة التي قادت العالم نحو الانهيار اقتصادياً عندما انهار بنك ليمان براذرز وكرّت السبحة من بعده تقوده اليوم عبر ضعف الدولار الى تركيز الــدول على الحلّ البديل للعالم المريض اقتصادياً والــذي يتماثّل نحو الشفاﺀ ووقف التدهور الذي عصف بمصارفه ومؤسساته أي باقتصاده، خصوصاً وأن بعض الخبراﺀ ومنهم الخبير الاقتصادي السويسري، سيرجيو روسّي، لا يرون أي مؤشرات فـــي الأفــــق تــــدلّ عــلــى أن العملة الأميركية ستستعيد عافيتها قريباً، مع احتمال أن تواجه المصير نفسه الذي عرفه الجنيه الإسترليني قبل 60 عاماً، فتأخذ مكانه عملة أخرى.

وبما أن التبادلات التجارية لدول الخليج مــع أوروبــــا أوســـع وأهـــم من تعاملاتها مع الولايات المتحدة، "وما دامت موارد صادراتها في غالبيتها بالدولار، فإنها ستتضرر من تقلبات سعر صرف هذه العملة، لذلك فإن تنويع العملات بحسب سيرجيوروسّي، التي يتم بها استخلاص هذه الموارد، تعتبر حلا لهذه المشكلة". واذا كانت الــدول تسعى للتخلّص من الــدولار لصالح عملة أخرى فإن العملة المرشحة لتكون بديلاً للدولار بحسب روسّي لن يكون اليورولأن البنك المركزي الأوروبي لا يرغب في أن يصبح اليورو العملة الرئيسية الجديدة في العالم، وكذلك لا تريد الصين أن يحتل الين الياباني مكان الدولار. وأوضح أن استخدام عملة وطنية، كعملة مرجعية على الساحة الدولية ليس حلاً مستداماً، فهو قد ينقلب في نهاية المطاف ضد مصلحة الدولة صاحبة تلك العملة، مشيراً إلى أن ذلك ماحدث مع الجنيه الإسترليني، الــذي تمت الاستعاضة عنه رسميا بالدولار في العام 1944.

وبــالــعــودة الـــى الــذهــب "الملك الأصفر" الذي سجّل امس 1180 دولاراً للأونصة في اوروبا و1178.30 دولاراً في التعاملات الفورية بالمقارنة مع 1168.90 دولار في نهاية تعاملات نــيــويــورك أمـــس الأول، يستدعي التساؤل هل سيتخطى عتبة 0021 الـ دولار في ظل تزايد اقبال الدول على شــراﺀ الذهب؟ الجواب غير معروف لغاية اليوم ويبقى رهنابالأيام المقبلة.

ولكن ما هو معروف هو ان الذهب يتحول ليكون على غرار لبنان "العملة" الاحتياطية التي تدعم دولها في زمن الأزمات فتتحقق بذلك الدعوات المطالبة بإعادة النظر بالسياسات المالية للدول المصابة بمرض الأزمة، التي تسعى منذ وقت لازاحة الدولار الملك الأخضر عن عرش اقتصادها وتلافي وقوعها ولو بعد وقت طويل في "زنأة أزمة 8002 الـ.


1100 دولار خلال العام 2010 في حين رأى البعض الآخر أن الذهب سيصل الى عتبة 0021 الـ دولار. وبرر سبب ارتفاعه الى ضعف الدولار جراﺀ الأزمة المالية وارتفاع مخاطر التضخم وزيادة المخاطر الاستثمارية في أسواق الأسهم أو السندات.